القُدسُ .. من للقُدسِ إلا أَنْتْ
ومن ثنائية النور والظلمة بدأت حركة الموجودات المتضادة. وبدأ التولد من الكلي الى الجزئي. فمن النور العقل الكلي جاءت النفس، ومن النفس الكلمة، ومن الكلمة السابق، ومن السابق التالي ص 105. واساس تلك الموجودات وتفرعاتها التوحيد وقول الشهادتين فهما المراكز والنقط في وسط دائرة الفرائض الاسلامية. ويرى الشيخ تقي الدين ان للعقل خمس درجات: الغريزي، المكتسب، الديني، الطبيعي، والمفارق. والعقل الاخير المفارق يتميز بقوة "الاطلاع على الاعمال الماضية ويشترك فيه طائع وعاص" ص 121.
تناول الدكتور حسين في كتابه هذا تاريخ الدروز منذ تأسيس الديانة الدرزية حتى يومنا هذا. ثم ينتقل إلى تاريخ بعض العائلات الدرزية الهامة وبعض التحزّبات التقليدية، فيذكر الجنبلاطية، واليزبكية، والنكدية، وبني عبد الملك، وبني حصن الدين، وبني علم الدين، وبني عماد الدين، وآل أرسلان، وهو يردد بإيجاز تاريخ هذه العائلات الدرزية. ويتتحدث بعد ذلك عن طبقات المجتمع عند الدروز، فيتناول “العقّال” و”الجهّال”. وفي القسم الثاني من كتابه يتناول عقائد الطائفة الدرزيّة مستعيناً بما وقع بين يديه من الكتب المقدّسة لهذه الطائفة.
إن إسم الدروز هو نسبة لرجل أسمه تشتين الدرزي (أي الخياط ) والدروز لا يرتضون لأنفسهم هذه النسبة ويدعون أنفسهم موحدين لأسباب سيأتي الكلام عليها ....
يعالج هذا الكتاب موضوع مذهبي دارت الأقلام من حوله منذ قرون دون أن ترفع عنه الغطاء، أو توليه ما يستحقه من تمحيص واستقراء. لذا سعى المؤلف الى جلاء كل ما هو خفي عن هذا المذهب من قواعد وفلسفة.
لائحة المحتويات: الفصل الأول. الجغرافيا البشرية -- الفصل الثاني. تاريخ الموحدين الدروز (1017-1943) -- الفصل الثالث. التنظيم المذهبي والتنظيم الإجتماعي -- الفصل الرابع. الثقافة التقليدية ومعنى عيد الأضحى -- الفصل الخامس. الأحوال الشخصية -- الفصل السادس. الإنتشار والإشعاع الثقافي -- الفصل السابع. الدور السياسي من الإستقلال إلى يومنا هذا -- الفصل الثامن.
هذا الكتاب، هو دراسة علمية ميدانية بحثية، قام بها المستشرق، والأنتروبولوجي والآثاري الألماني، ماكس فون أوبنهايم، خلال عامي 1893-1894، وقام بإصداره عامي 1899 و 1900 بالألمانية، ولأهميته الفائقة، قامت الحكومة البريطانية بترجمته إلى اللغة الإنجليزية وتوزيعه على ضباط الاستخبارات البريطانية، الذين شاركوا باحتلال المنطقة العربية في الحرب العالمية الأولى.