القُدسُ .. من للقُدسِ إلا أَنْتْ
أول إصدارات الشيخ عبدالقادر العماري ، كتاب من أجل الإسلام ، وهو مجموعة ردود على بعض الكتاب ، صدر عام 1985 م
الأديان موضوع يحب الكثير من الناس أن يعرفونه، فلا بد أن كلاً منا يجاور صديقاً مسيحياً أو بوذياً أو صابئياً أو يابانياً من معتنقي أديان ربما لا نعرف كنهها، وصار لنا الفضول الأكيد في معرفة معتقدات البشر، طالما نحن نعيش على بقعة تكاد تكون قد أصبحت صغيرة أمام المستجدات العلمية التي تنتشر بيننا.
اعتمادا على التحليل المقارن، عبر اللجوء المكثف إلى القرآن الكريم، تطل هذه الدراسة من رحاب الفضاء المعرفي الرحب للتوحيد الخالص على حال الأمة الراهن ومستقبلها، مبينة أنه النواة الوحيدة الصالحة لخلافة الإنسان في الأرض، وحمله الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض والجبال من حملها، وحملها هو.
هذا الكتاب هو رسالة موجزة وافية، تردُّ على القائلين بانتشار الإسلام والشريعة الإسلامية بالسيف والقوة لا بالدعوة والقلم. ولإثبات كذب تلك الفرضيَّة، يتناول المؤلِّف بدايةً بعض المبادئ المتصلة بانتشار الأديان بصفة عامة، والسماويَّة منها بصفة خاصة، فيؤكد حاجة البشر إلى الاجتماع، وحاجة الاجتماع إلى الدين كدعامة توحِّد أفراد المجتمع وتوثِّق عرى الإخاء والمساواة بينهم بالاستناد إلى الشريعة المصاحبة للديانة، ثم ينتقل المؤلِّف إلى مناقشة ترقِّي الشرائع، حتى وصولها إلى التمام في الشريعة المحمَّدية مستوعِبةً جميع الأحكام اللازمة لاستقامة الحياة، ثُمَّ ولضمان تحقُّق المصلحة كان لا بُدَّ من قوة تنصر الحق وتردُّ العدوان، لكنَّ الجهاد الذي شُرع في الأديان السماويَّة جميعها لم يكن — حسب المؤلِّف — المسئول عن انتشار الدين، ولذلك أدلة عديدة أبرزها وصول الإسلام إلى حيث لم يصل السيف.