القُدسُ .. من للقُدسِ إلا أَنْتْ
صدر حديثًا عن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف العدد «144» من سلسلة «كتاب الأمة» تحت عنوان «فقه السياسة الشرعية.. الجويني أنموذجًا» للباحث الدكتور عمر أنور الزبداني، المحرر الشرعي في قسم البحوث والدراسات بموقع الشبكة الإسلامية «إسلام ويب»، ويتناول الباحث في مؤلفه عددًا من النقاط منها: تأصيل فقه السياسة الشرعية عند إمام الحرمين الجويني، وقراءة الفقه السياسي في سياقه التاريخي وموازنة المصالح والمفاسد، والسياسة الشرعية فن في الإدارة ومنهج في العمل وفقه بالنوازل، وتطوير وسائل المعارضة والانضباط بموازين الحق والعدل.
يعتبر هذا الكتاب.. جهدا مقـدرا للعودة بالذاكرة إلى الجذور العميقة، التي تربط المغاربة بفلسطين، وإثارة موضوع الوقف الإسلامي وأوقاف المغاربة بشكل خاص في الأرض المقدسة؛ من أجل حمايتها والتنبيه على مواطن الخطر، التي تهددها كل يوم جديد، ولفت الانتباه إلى أن الحروب المتوالية في الصراع الدائر إنما بدأت حقيقة في القدس، ومن منطقة أوقاف المغاربة، من حائط البراق المتصل بمنازل المغاربة مباشرة.
هذا الكتاب نحسب أنه جاء في الظرف المناسب، فهو يعتبر إحدى القراءات المعاصرة لـ ''وثيقة المدينة" ومحاولة جادة لبلوغ بعض الأبعاد والدلالات التي تضمنتها، ذلك أن الحاجة اليوم تشتد أكثر فأكثر في هذه الحقبة التاريخية أو اللحظة التاريخية من محاولات عولمة العالم وفتح أسوقه التجارية واقتحام ساحاته الثقافية وإسقاط الحدود والسدود الجغرافية والسياسية والسيادية واستبدالها بالعولمة الثقافية والتجمعات الاقتصادية وإقامة التحالفات والمعاهدات الاقتصادية والسياسية ومحاولات بناء المشترك الإنساني في هذا المناخ الثقافي السياسي الاقتصادي والاجتماعي، تشتد الحاجة إلى العودة لدراسة التراث لاستلهامه وطلب إجابته عن أسئلة الحاضر ومآلات المستقبل، وخاصة السيرة، ميراث النبوة لأنها قادرة على الإجابة عن الأسئلة وتقديم الحلول العملية وأدلة التعامل مع الإشكاليات في كل زمان ومكان.
قد يكون صحيحا أن الإنسان في مراحل التخلف ومناخ التخلف يصبح عاجزا عن الإبصار والإعتبار، ولكن المحقق أيضا أن التحدي الثقافي والحضاري والانكسار العسكري يوقظ الحس ويلهب المشاعر ويذكي الروح ويجدد الإنتماء ويدفع إلى الالتزام ويجمع الطاقات النفسية والمادية لتبدأ عملية الإقلاع من جديد...
هذا الكتاب قدم نماذج من القيم والمبادئ والفلسفات، التي تشكل عقل الغرب ومرجعيته التي بدأت تتجاوز اليوم الانحباس الجغرافي إلى الدولة الثقافية الحضارية، التي تحاول فرض مركزيتها ومعاييرها وتسعى لتحويل الثقافات والحضارات الأخرى من شريك فاعل إلى تابع منفعل لا يخرج عن إقامة مؤسسات الفكر الدفاعي، في أحسن الأحوال، حسبه أنه يدور في فلك (الآخر)، ويتحاكم إلى مبادئه ومعاييره، وكأنه فوق النقد والمراجعة والدراسة، في محاولة للخروج من الارتهان الثقافي إلى مستوى الشريك الحضاري.
هذا الكتاب يشكل محاولة جادة لمناقشة مشكلة تعتبر من أخطر المشكلات، التي تتعرض لها الكتابة العربية، بعد أن اتسعت فجوة التخلف في عالم العرب والمسلمين، وما رافق ذلك من التطور الهائل لتقنيات الكتابة والاتصال، والدعوة العريضة إلى ضرورة استبدال الحروف الأجنبية بالكتابة العربية، الأمر الذي يعني أول ما يعني إحداث القطيعة مع القرآن الكريم والسنة النبوية والتراث التاريخي للأمة المسلمة، ومسح ذاكرتها، بحجة ان تعلم الكتابة العربية ورسمها وحروفها صعب قياسا ومقارنة بالكتابة بالحروف الأجنبية.
هذا الكتاب محاولة لمسح الفكر الحضاري والمساهمة بتقديم رؤية للملف الحضاري، التاريخي والمعاصر بشكل عام، الأمر الذي أصبح يشكل أولوية في مجال الدراسات الإنسانية والحضارية، وعلى الأخص في عصر العولمة وتحول المواجهات من الميدان العسكري إلى الميادين الحضارية والثقافية.
هذا الكتاب يكتسب أهمية خاصة بعد هذا الغياب الرعيب للمرأة المسلمة وما تعانيه من الانكسار النفسي واستشعار البخس والنقص وغياب الشخصية الاستقلالية، التي رسمها الإسلام.
هذا الكتاب .. يفتح النافذة على سيرة ومنهج رائدين من رواد التأسيس والتأصيل، كانا من عطاء القرن السابع، عصر التجديد والعطاء، بعد قرنين من الركود والتوقف.