لم يكن بعض العرب غائبين عن التطورات التي مرت بها حرية الفكر والتعبير منذ بداية القرن الحالي، إذ شهر بعض الأقطار العربية أشكالاً متطورة من الحريات الإعلامية المقننة، ذات التوجهات الليبرالية، خاصة في الأقطار التي شهدت أشكالاً من الممارسات الليبرالية في نظمها السياسية والإقتصادية والثقافية، التي حاكت على درجات متفاوتة من النضج التجارب الأوروبية. كذلك شهد الفكر الليبرالي العربي إنعكاساً للأفكار الليبرالية المرتبطة بحرية الفكر والتعبير. صحيح أن هذه الممارسات القهرية من جانب القوى العليا صاحبة الإرادة، إلا أن هذه الإتجاهات الليبرالية كانت حقيقة واقعة بالإمكان تلمسها في أفكار كتاب مصر وسوريا ولبنان منذ مطلع القرن الماضي وشيوع الإتجاه الليبرالي لا ينبغي أن يهون من قيمة إضافات الفكر الإشتراكي العربي في هذا الصدد منذ الأربعينات من القرن الماضي.