القُدسُ .. من للقُدسِ إلا أَنْتْ
يتحدث فيه الكاتب عن اكتشاف دوستويفسكي الجانب الروحي, فهذا هو موضوع الكتاب , كما يريد من خلال كتابه أن ينفذ إلى أعماق الطريقة التي عانى بها العالم, وأن يعيد بهذه العناصر وعن طريق الحدس بناء رؤية للعالم.
تعد “الجريمة والعقاب” واحدة من أهم أعمال دوستويفسكي التي ناقش فيها العديد من قضايا العصر الحديث الملحة، وإذا كان دوستويفسكي قد قدم مقاربة للجريمة والعقاب من منظور سيكولوجي عبر شخصية البطل راسكولينكوف، فإن هذا البعد السيكولوجي لم يكن بمعزل عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع الروسي بُعيد الغزو النابليوني لها، والتوترات التي تنشأ بين الفرد والمجتمع نتيجة هذه التغيرات المتسارعة!
في عالم ديستوفسكي يتصارع الرحمن مع الشيطان > والخير مع الشر > والحقيقة مع الزيف < وكل ذلك في نفس الانسان < هكذا هو الامر في الارض وفي السماء .. اليوم ومنذ الف عام .
ان قراءة ديستوفسكي تتطلب الانصات والتأمل .. وذلك من أجل الدخول الى الروعة الكمانة في اعماق الواقع ، وفي اعماق نماذجه التي يقدمها في هذه الرواية .. انه يدفع الانسان لأن يميز بين الخير والشر مستلهماً حكم قلبه ، ويرى انه من الافضل أن نهب الله محبتنا أحراراً من زن ننصاع له عبيداً
تتناول الرواية القضايا الجوهرية التي تحير الانسان في هذا العصر، مثل الخير والشر والعدالة السماوية والخلود والحرية، القصة بمجملها تناول قضية ازمة الاخلاق وقيم الاجتماعية بين العائلة ورجال الدين والقانون والانانية والغريزة. لهذا بعد نشرها عظمها كثير من كبار المفكرين والعظماء في العالم في ذلك العصر.